النظام واحد والإنسان ليس واحد!!

النظام واحد والإنسان ليس واحدا...

راشد محمد الفوزان
حين تناقش مسؤولا لدينا سواء حكوميا أو في القطاع الخاص في شأن خاص بما يعمله أو يقوم به ويكون هناك خطأ واضح, يستنجد "بالنظام" أو القانون لدينا, حين تستفسر عن سر ترسية المشاريع في مجال المقاولات على شركتين أو ثلاث حتى بدون مناقصة بل بعبارة "ترسية" مع أن هؤلاء المقاولين يعيدون منح المناقصة من الباطن لآخرين , وتجد إخفاقا كبيرا من حيث الإنجاز والتكلفة العالية يقول لك من تسأله "هذا النظام" يسمح بذلك ولا نخرج عنه, وحين يكون هناك مريض يريد الدخول لمستشفى حكومي لا يتم تحويله " فالنظام لا يسمح " وحين تنتهي فترة الامتحانات ويعطل الطلاب والأساتذة ويجبر المعلم والمدير على البقاء شهرا كاملا لمجرد أن يأتي ويوقع الساعة الثامنة ويخرج الساعة الثامنة وخمس دقائق فلا عمل له إلا أن "النظام" يقول عليك الحضور والتوقيع ثم اذهب بأمان الله , حين نجد علاوة إصدار وبناء أوامر بسوق الأسهم أدت إلى أخطاء واضحة جدا وسلبية تأتي تباعا يتم الارتكاز "للنظام" أنه هو من يحدد , حين نجد "أنظمة" وقوانين جامدة أو تحتاج إعادة نظر وهي واضحة جدا يتم العودة والاستعانة "بالنظام" وكأنه أسس دينية لا واجبة لا تتغير , مع أنه بالاتجاه الآخر نجد أن هناك "أنظمة" لا تطبق وهي من نفس الجهات الحكومية فهل النظام هنا غير مطبق أو معمول به , مثال عقوبات الشيكات بدون رصيد التستر الغش المواد الملوثة من أطعمة ومياه ومطاعم لا نجد " النظام مطبق أو معمول به فما الذي اختلف ؟ حين نجد المخالفات المرورية والتي أصبحت مددنا عشوائية مرورية تؤدي بحياة 17 إنسانا إلى الموت يوميا فلا نجد "النظام" هنا حاضرا ومطبقا , حين نجد نهج "السعودة" في الذهب والحرف والمهمن وعمل المرأة في المحلات التجارية كل ذلك لا يطبق رغم وجود " نظام " وقانون ينظم ذلك ؟؟!!
السؤال هنا , من هو "النظام" هل هو قانون واقعي يطبق بحذافيره أو هو "فرد وإنسان" يسمح أو لا يسمح بتطبيقه , وإن كان هناك خلل "بالنظام والقانون " فلا أمل قريب بإصلاحه كما وضحنا ببعض الأمثلة , وأن لم يطبق هذا " النظام والقانون " فهو خلل في الفرد نفسه أنه يعطل قرارات و " أنظمة " أيا كانت الأسباب , إذا في الحالتين هو " إنسان " رجل كان أو مرأة لا يطبق النظام أو يقيم النظام أو يصلح النظام الذي أصبح عقبة في عدم تصويبة وتعديله وأيضا في عدم تطبيقه مما يؤدي إلى خسائر جسيمة تضر " الوطن " أولا ثم المواطن , فالخسائر مادية وغير مادية , وهذا مجال واسع للحديث عنه , ولكن لماذا يستخدم كلمة " النظام " للتجاوز والتعدي سواء بعد إعادة النظر به أو عدم تطبيقه , وهذا خلل كبير لدينا في الإنسان , وحين تفتقد القيمة في " الأنظمة " إذا ماذا سيحكم العمل في الوزرات والهيئات والشركات والهيئات وكل من يرتبط بهذا النظام الغير فاعل أو غير مطبق ؟ " النظام " لدينا يصدر من إنسان أو مجموعة أيا كان , وهو قابل لكل تصويب وتعديل متى تم الاتفاق على ذلك , ولكن نحتاج " قرارا " بهذا الجانب لكل يحترم " النظام " حين يكون منصفا وعادلا وواقعيا ومجاري للحياة لدينا ومرنا بدرجة كافية , نحن نحتاج " النظام والقانون " ولكن لا يجب أن يكون الإنسان هو الموجه له أو الحكم بل إن " النظام " هو من يوجه الإنسان ويخضع له الجميع. النظام واحد ولكن الإنسان ليس واحدا...

منقول : جريدة الرياض - صدقت ياستاذ راشد محمد الفوزان هذه أشياء ملموسة في حياتنا اليومية 0 الف شكر على هذه المقالة الأكثر من رائعة 0

مشكور

مرفوع الهمه كتب:

مشكور

هلا مرفوع الهمه {ابو سويد}

متقبل مرورك

شكرا